محمود وليالي.. وحيدان في شمال غزة
في شهر ديسمبر الماضي، استيقظ محمود، البالغ من العمر 8 سنوات، وابنة عمه ليالي، البالغة من العمر 9 سنوات، على أصوات الناس وهم ينتشلونهما من تحت الركام، بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي مربع سكنهم في شمال قطاع غزة وراح ضحيته 150 شخصًا، تقول ليالي: “في حرب 2014 استُشهد والدي وتربيت يتيمة الأب، واعتنت أمي بي وبإخوتي خير اعتناء. جاءت هذه الحرب وخسرت مجددًا، حيث استُشهدت أمي وأختي، وبقيت أنا وأخي الآن وحدنا، ولا نعلم ماذا ستفعل بنا الأيام. لا أتمنى سوى أن يعود لي أهلي وأعيش في حضن عائلتي، أحب فساتين الباربي وأحب الرسم والألعاب. أتساءل إن كنت سأحظى بطفولة كباقي أطفال العالم؟” يقول محمود: “منذ صغري والجميع يحبني لأنني أشبه أبي، كان يدللني دونًا عن إخوتي. وجاءت الحرب ودمر الاحتلال منزل العائلة، وأصبت أنا وإخوتي ووالدي ووالدتي بجروح، فاضطررنا للنزوح إلى مكان آخر. يا ليتنا لم ننزح، لن أنسى هذا اليوم في حياتي، فقد اقتحم الاحتلال مكاننا، وأعدم والدي أمام عيني، ثم أدخل والدتي وأخواتي البنات إلى غرفة وألقى قنبلة بداخلها. حاولوا أخذني معهم، فبدأت بالبكاء بشكل هستيري حتى تركوني. أحب أبي وأحب كرتي التي ألعب بها لأنها الهدية الوحيدة التي بقيت معي منه. أريد أن أكبر وأصبح طبيبًا كما أراد أبي.” كثيرون من الأطفال في غزة تتشابه قصصهم مع محمود وليالي، ها هم اليوم يعيشون فوق ركام منزلهم، رافضين الموت، يلعبون بكرتهم، ويرسمون بألوانهم، ويبتسمون رغم الألم. لعل ابتساماتهم تخفف عنهم وتجلب لهم الأمل.