الموت قهرًا في غزة
مئة واثنان وأربعون يوماً كانت كافية لكي يتعرّف الغزيين على أشكال جديدة من الموت، كان العادي منه الموت باستهدافٍ مباشرٍ أما الآن هُناك موت أثناء مرورك ببسطة خُضار، كُنا نعرف الموت برصاصة قناص اسرائيلي، الآن هُناك موت برصاص فصيل فلسطيني تحمي قواته قوافل المُساعدات، موت وأنت تحاول الحصول على طعام، وموت لأنك لم تستطع الحصول على طعام، موت بصاروخ اف ١٦ وموت ببرميل مُتفجّر وهذا الموت بالذات إثنين في واحد يقتلك ويجعل لك في أعماق الأرض قبراً جاهزاً، وإن كان حظك سيئاً قد يختلط لحمك بلحم إخوتك وأبناء عمومتك فيتم وضع فُتاتكم في كيس بلاستيكي أسود استخدامه الطبيعي معروف وكُنّا نغسل أيدينا بعد لمسه، موت فردي وموت بالجملة،
والموت قهراً هذا الذي سيردينا قتلى عمّا قريب.