ما هو التجول في زقاق وشوارع رفح؟
رفح في الحرب تضم حربٌ أُخرى
ما هو التجول في زقاق وشوارع رفح؟
يصطدم كتفك بآلاف النازحين
تبحث طوال الوقت عن شيء لا تعرفه
تتمنى شراء ما وجدته وهو نادر الآن
تنعدم زُرقة السماء من الدُخان
كلُ الوجوه يأكُلها الهّم
أن تسمع وتشاهد حوارات لا تتوقعها في فيلم أوسكار حتى..
سمعت رجلاً يقول لتِاجر: لم تنم ابنتي من شدة الجوع ليلة أمس ألا يجعلك ذلك أن تخفض سعر هذه الحلوى؟
وآخر يأكل حساء من علبة حديد لا يستطيع تسخينه حتى.
وطفلة لم تبلغ سبع سنوات من عمرها تُجمع أغصان الأشجار المتناثرة لمساعدة والدتها في تسخين الحليب لرضيعها.
وفتاة تبكي بحرقة مع والدتها؛ لأن الحياة كانت أيسر قبل استشهاد والدها نتيجة هذا العدوان.
وشباب يبيعون ملابسهم المستعملة لإعانة أهاليهم.
تسعة أشخاص في سيارة أجرة تكفي أربعة ركاب فقط تسير على زيت الطعام.
امرأة تغسل أيديها أمام الجميع؛ لأن الخيمة التي تسكن فيها أيضاً أمام الجميع.
شخصٌ معروف يلبس رداء الصحافة، ويقوم بتصوير تقديم أعمال خيرية للنازحين.
رجلٌ يبلغ من العمر عتيا يبحث عن حقائب سفر لترك البلاد بما فيها.
عائلة تفكك خشب خيمتها لتنزح مجددا خوفاً من اجتياح رفح.
تعود إلى منزلك أو مكان نزوحك تشعر بشعور لا يمكن وصفه، لكن تستطيع سماع كسرة قلبك، وأن تشعر بتدفق دموعك..
الحياة لا تُحتمل طالت مدة هذا العدوان.. بُلينا بحب البلاد من قلوبنا.. تتمنى أنهم غسلوا دماغك حتى لا تشعر بهذا الوجع والفقد والذل والتشرد والجوع الذي أصابك أنت وعائلتك وأصدقاؤك وجيرانك وشعبك ووطنك وغزّتك.