عندما يصبح البقاء معركة
كان نصيب غزة في هذا العدوان هو الأكبر والأعظم في تاريخ الحروب التي شُنت على القطاع لناحية الإجرام والوحشية وآثار الحصار الإسرائيلي من مجاعة ومعاناة طالت لأشهر على أعتاب شهر رمضان.
أفعال الاحتلال بحق الفلسطينيين وبدء القتل ووضع خطط التهجير والإبادة الجماعية ليست وليدة اللحظة، بل هي سياسة ضاربة بجذورها في التاريخ الإسرائيلي منذ وعد بلفور المشؤوم.
ومقابل كان القتل هو الأداة الإسرائيلية للفتك بالفلسطينيين والإلغاء وجودهم، كان البقاء هو الأداة الفلسطينية الأقوى في وجه الكيان الضعيف، فما الذي يؤرق منام الكيان الهش أكثر من وجود الفلسطيني؟ وجوده بلحمه ودمه، وقوف الفلسطيني في وجه المحتل على أرضه، سواءً نزح شمالاً، جنوباً، شرقاً أو غرباً. ما أهمية الوجهة عندما تكون الأرض واحدة؟ الأرض فلسطينية، كلها من النهر إلى البحر فلسطينية.
يقاوم الشعب الفلسطيني بكل ما أوتي من قوة بكافة أطيافه، كباراً وصغاراً يقاومون من أجل الحياة، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يعايشها الفلسطيني، باتت فكرة البقاء هي السلاح الأقوى والمقاومة الأساس في وجه الإسرائيلي الذي يسعى منذ بداية العدوان على غزة لتهجريهم وإنهاء هذا البقاء.
يتحدى الفلسطيني في غزة الصواريخ والطائرات والمجاعة ببقائه في أرضه، ليفشل بذلك المخطط الصهيوني والهدف الذي وضعته حكومة نتانياهو المتطرفة القاضي بتهجير الفلسطينيين.
بقاء الفلسطيني في أرضه مرعب للعدو الإسرائيلي الذي يعرف تمام المعرفة أن التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل يجسده أصغر طفل في غزة وأكبر رجل مسن وأقوى امرأة.